أعظم معنى يجسده الأب هي مشاعر الحنان والعطف على الأبناء فالأبناء في حاجة دائمًا إلى أن يشعروا بالدفء والطمأنينة والحنان بين أحضان أبيهم ليعنهم بهذه المشاعر والعواطف عن قسوة الزمن الذي نعيشه والظروف القاسية التي تحيط بنا من كل جانب سواء كانت على المستوى المادي أو الثقافي أو الاجتماعي.فالحنان من أكثر الأشياء التي يبحث عنها الأبناء في والدهم فما أجمل من نصيحة للأب تحيط بها مشاعر فياضة من الحنان والحب والعاطفة بعيدًا عن الصراخ واللوم والضرب - أحيانًا - الذي يتبعه الكثير من الآباء في هذا العصر معتقدين أنه الإسلوب الأمثل في التعامل مع أبنائهم. أنه الأكثر تأثيرًا في نفوس الأبناء هو الأثر السلبي لعصبية وقسوة الأب ويترتب على ذلك ضعف ثقة الأبناء في أنفسهم وضعف في تحمل المسئولية وغير ذلك من المشكلات الأخلاقية كالكذب نتيجة خوفهم من عصبية وقسوة الأب، و على الآباء أن يعتمدوا على الحوار كأسلوب للتعامل مع الأبناء وأن يكون الحوار قائمًا على الود والحنان والرحمة، والهادف إلى تحقيق مصلحتهم فالأب بالنسبة لأبناءه قدوة يتعلمون منه الأخلاق والسلوك فعليه أن يكون خير قدوة، .للأسف لم يعد الآباء يتحدثون مع أبناءهم فيما يخص حياتهم اليومية -للأسف - يعود الأب من عمله مرهق ليتناول طعامه ثم يخلد إلى النوم بعد أن يشاهد مبارة كرة القدم أو نشرة الأخبار ولم يعد هناك وجود للجلسات الحميمية بين الآباء والأبناء والتي يتجاذب فيها الأبناء الحديث مع أبائهم يحكون لهم ويشتكون ويتذمرون ويضحكون ويفرحون ويسألون ويجيب الأب معطيًا نصائحه وتجاربه وتعليقاته على مواقف أبناءه اليومية علاقة إنسانية رائعة اختفت من حياتنا!!! فالأب الآن اختصر دوره في العمل والإنفاق على البيت وتوفير متطلبات الأبناء المادية. لا ننكر أهمية هذا الدور بالطبع ولكن نؤكد على أهمية الحنان والتواصل الإنساني مع الأبناء قبل التواصل المادي !!فكم من آباء خسروا أبناءهم فهم يعتقدون أنهم بانشغالهم طوال الليل والنهار بالعمل لتوفير وتأمين مستوى مادي لائق لأبناءهم أنهم قاموا بواجبهم على أكمل وجه ولكن للأسف تكون هذه الأموال هي الآفة التي تقتل أبناءنا!!!!وقد يحرم الأبناء من حنان الأب نتيجة انفصال الوالدين ويتمزق الأطفال بين الاثنين حيث يقول أحد الأبناء لموقع نفساني: " مشكلتي إني حرمت من حنان الأب من 26 سنة، والدي لم يمت ولكنه انفصل عن والدتي قبل أن أرى نور الحياة، لذي ميول للأشخاص الكبار في السن، وأتمنى أن أقبلهم وأضمهم واستمع إليهم، بعكس والدي عندما أقابله لا أهتم بمقابلته ولا إميل إليه بمعنى إنني لا أحبه ولا أكرهه، ويتساءل الشاب في نهاية رسالته كيف أروي عطشي من حنان الأب؟ وهل ينفع في هذا العمر، أم أن الأمر قد انتهى وفات؟!انتهت رسالة الشباب ..!! هل يعقل أن نجعل أبناءنا يصلون إلى هذا الحد أن يتسائلوا كيف نروي عطشنا من حنان الأب؟!! أب على قيد الحياة حي يرزق ويشعر ابنه بالوحدة ويفتقد الأمان والحنان؟!!!! فهل ينتبه الآباء لحقيقة دورهم التربوي وأهمية المشاعر الرقيقة والحنان لأبناءهم؟اما عن بابا قلبي يقول لك سلاماً
حبيب قلبي وروحي ويا من لي وساماً
كيف سأرد لك جيميلاً صنعته لي مراراً وتكراراً
يا من حميتني صيفاً وشتاءً
قلبك يسع كل العالم لأنك طيباً نيبلاً
كم أفتخر لأني ابنتك
وكم أفتخر عندما أراك تبكي من خشية الله وتدعو لنا كل حيناً
ماذا سأفعل كي انفض المآسي عن كتفيك؟
كم أتمنى أن أجمع من حقول الدنيا زهوراً
لأصنع لك طوقاً أضعه في عنقك إجلالاً وتعظمياً
أين تختفي عصبيتك عندما ترى مني دمعاً قليلاً
أين يذهب ألم ظهرك عندما يكون لي مشواراً بعيداً؟
أين تذهب راحتك عندما تحاول أن تصنع لي مستقبلاً زهيراً؟