يركض نحو البيت..في انفاسه رائحة البرتقال ..يتقافز فرحا ..يغني للبلاد التي دنت غزة.. موال يهب في العيون..يافا وحيفا وكرمل وغزة يشدها البحر..طفل وحقيبة مدرسية صار حمامة..يدين تبحران..وعينان تتفرسان الوجوه اين..يانبض الطريق..هناصارتخطواته ..هنارقصت له عصافير في المساء.يسقط الصاروخ ممتزجا باخر الكلام الذي يقال يركض نحو البيت واطفال ينتظرون خطاه لتعبر الطريق..يفتشون في الجراح عن حريق شب..يفتشون عن عصفور تناثر فوق الشجر..ينبشون بين الحيطان عن يده وعن عينيه..وغزة يقذفها البحر ..رائحة الليمون في الجسد المسجي.. يغني الطفل قلنا سنقلع عن عاداتنا وعن رحيلنا بين الشجر.. واقصي من هطول المطر علي راحتي ..وسنبلة تقضمها الريح سنرجع عن رحيلنا ..كلما يشتد الوجع ...تشدو جروح وننتقد معا ..يالجرح الفلسطيني ازهر فينا وتشقق عن شهيد.. كلما اشتد الوجع وغني الطفل اغنية فمالت سنبلة في دمي.. ومالت ذكريات المكان