برد الذنوب والمعاصي

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اني اشعر بالبرد يجتاح جسدي باكمله ويجتاح ايضا نفسي معها

انه برد شديد اكاد ان اهلك من شدة البرد فانه برد قارس داخلي

لم اعتاد عليه من قبل في حياتي الدنيا اللي كانت مليئة بالدفء في نظري

لكنني ادركت ان الحياة الدنيا اصبحت باردة بالنسبة لي ولا اطيق برودتها

اني احس بداخلي بعواصف واعاصير من البرد والسقيع يا الهي ما الذي يحصل لي

كنت دوما حين اشعر بالبرد امسك بفنجان الشاي واضمه بيدي واقربه من وجهي

فاشعر بالدفئ القليل لكنه كان كفيلا بان يهدي البرد داخلي

ومرات حين يشتد بي البرد الجأ الى فراشي فتضمني فراشي اليها فاشعر

بالدفئ من جديد وقد اجتاح كل جسدي ونفسي الداخلية

ولكني اليوم اشعر ببرد جديد لم اعتاد عليه من قبل لم ينفع فنجان الشاي معه

ولم تنفع معه ايضا الفراش مع اني احضرت كل ما في غرفتي من فراش

ولكن البرد يزداد داخلي اكثر فاكثر اشعر بالدفئ البسيط لكن سرعان ما يزول

مع البرد القارص اللي بداخلي اللي بدأت ادرك رويدا رويدا نوع هذه البرد اللي بداخلي

انه برد الذنوب واعاصير المعاصي ورياح الشهوات وسقيع متعة الحياة

انه برد لا يزول ولا يهدأ بدفئ الحياة العادية اللي هي دوما حولنا

فبردي اللي داخلي يحتاج الى دفئ من نوع خاص يستطيع ان يسيطر على البرد

انه دفئ الايمان اللي يملأ القلوب والنفس والجسد دفئا غير عاديا

له طعم ولذة لا يشعر بحلاوة هذه الدفئ الا كل انسان عرف معنى الايمان الصادق

فهو يملأ الجسد بالطمأنينة اللي يتولد عنها الدفئ الابدي اللي دوما الانسان لا يشعر معه بالبرد

لان الايمان الصادق تنشأ عنه احاسيس ومشاعر صادقة مليئة بالدفئ

تلك المشاعر والاحاسيس تنتشر في جميع انحاء الجسم فتوزع الدفئ في كل منطقة

من جسد الانسان وفي ثنايا نفسه وقلبه حتى تتطمئن جميع اركان الجسد والنفس

باطمئنان النفس ودفئها يدوم الايمان في قلوب الانسان للابد

لان الطمأنينة نابعة من الله الحي القيوم

قال الله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

وان اطمأنت القلوب فماذا بقي بعد ذلك وخاصة انه غذاء تلك القلوب ذكر الله

وهل غذاء ذكر الله ينقطع بالتأكيد لا ينقطع ابدا

فنفس الانسان المؤمنة غذاؤها وشرابها ذكر الله

فهو اللي يحيي جميع خلايا جسمها ويحيي خلايا نفسها دوما

فتبقى نفسها دوما عامرة بالايمان اللي يشع منه اشعاعات دفئ لجميع انحاء الجسد

حين يجتاح قلبك الايمان فسوف تهب معه نسائم ورائحة عطرة معطرة بذكر الله

تنتشر في جميع بساتين روحك ونفسك المنتشرة في جميع حياتك الدنيا

حينها سوف يشم رائحة عطر ايمانك جميع الناس فيتقربوا منك ويحبوك ويحترموك

لانه رائحتك زكية ودفئ نفسك قد خرج الى انفسهم ونور ايمانك ابرق وجهك الكريم

فكنت مثال الانسان المؤمن المخلص النية لله في جميع عباداته

فسوف تخرج بساتين حياتك ثمارا صالحة تعم الارض جميعا لاتنك تركت لها

ارضا خصبة رويتها بدموع عينيك الصادقة ورسختها بطيبة قلبك وصدقه الايماني

وبعد كل ذلك هل سوف تشعر بالبرد مع الله ومع دين الله اكيد وقطعا لا

وعكس ذلك سوف تشعر ببرد داخلك حتى يهلكك في حياتك ومن ثم يتحول

الى نار عظيمة في اخريتك فاظفر بدفئ الدنيا قبل ان تظفر بك النار في اخرتك