بسمة شقت ثغر الإنتصار

دهليز قاتم وسط متاهات دروب

ومفترق طرق بين إلتفاتات شروق وغروب

هناك

كان علي إنتعال التحدي

والسير بخطى طاؤوس الشموخ المتبختر بثقة

لم تكن لدي سوى رغبة ملحة هيمنت فسبقت حكمتي

داهمت ذلك الدرب الرطيب الحالك

كان قتامه مستقرا فوق صفائح فضية تبرق بلمعة

كان دربي المنشود طويل

وتعترضني على حواف الارصفة أرجوحات ممشوقة بإتقان

كأنها ريش مرصوص لفرشاة فنان

تتداخل ببعضها كمحروم ينشد لمسة حنان

اكتست حلة من سواد غسق مهيب

مضيت أحارب نتوءات تترسات منيعة

حركاتها رشيقة تحدني نحو الهاوية

وأراني حينها أطرق برهة .... عل سكوني

ينسيها لمح إرتجافات جفوني

فسكنت

وبإيحاءات خفية لي أومئت

لا بأس باقترابك

مسموح لثواني بانتهاك فضولك

لست ادري أبل ريقي حينها عروقا جفت من شدة الترقب

لست أدري

وبعدها انتهجت خطوي

نحو قصدي بين دهاليز تلك العيون التي أسرتني

أبحرت بزوارق التحدي بلا أشرعة ولا مجاديف تسكت

روع زورقي

فلي روح........ تهوى إقتحام غمار الصروح

وصلت إلى شاطئ خلجانه لاذعة الملوحة

ترسو به سفن أشرعتها مهتكة

جزيرة نائية ... تنوح من يتم البشر

وانها مهجورة منذ قرون الانتظار المحتضر

وكاني بها حين رأتني استبشرت بنبوءات اقتراب الفجر

لأخلص قيدها من طلاسم سحر منيعة

أردى مصابيح درر الفرح في سراديب سحيقة

فتشبثت بها ألوية الفقد الحزين

واتشحت تربتها بوشاح الضعف المستكين

فرقُت عبرات الأنين .... تفشي خبايا ذلك الألم الدفين

هاج جنوني حينها .... هرولت من خطب الأسى مذعورة

تخنق أضلاع صدري ضيقة صمااء مبحوحة

فابتعدت عنها تهذي خطاي كهذيان شاعر ينظم منظومه

ناشدتك يا عينا بسربال حزنها مطمورة

روحا تحت حطام الركام مأسورة

ترزح تحت لظى أوجاعٍ ندباتها محفورة

يا حزن كف عن التلاعب بقناديل منارات عتيدة

ثم حرر بعدها تلك العيون

من رق بؤس غارق مدفون

وامح سوادعبوس رتوش السياط

من عارض جبين وجهه الفاتن رغم الغبون

كي يسدل ديجور الأسى أستاره

ويجرجر بالخيبة والخذلان أذياله

فيبتسم ثغر الأفق .....بفجر منتصر ناصل أسيافه

فتلمع تلك العيون الفاتنة لترتوي بلمعانها روحي الظآمئه