[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كن كبيرا في علاقاتك ..
للكاتب: يوسف نور الدين
يختلف الناس فيتباعدون، وتقوم بينهم العوائق وتتقطّع بينهم السبل، وبعضهم يتطرّفون في الجفاء، ويصرّون على
الفرقة والخلاف؛ فتراهم لا يعزّون في مناسبات الحزن والأسى، ولا يعودون في ظروف المرض والألم، ولا
يواسون في حالات الفقد والخسارة، ولا يهنّئون في الأفراح، ويقاطعون مع أوضاع الكسب والربح، والنجاح
والتقدّم، ولا يودّعون مسافراً حين السفر، ولا يستقبلون قادماً في أوقات القدوم.. كلّ ذلك ممّا يفاقم الخلافات،
ويعقّد المشكلات، فتتشابك العوائق، وترتفع السدود والحواجز، وتزداد القلوب نفرة، والصدور غضباً، والعيون
بُعداً وهجراً.
لن أكون هنا مثاليّاً لأدعو إلى أن يتجاوز الإنسان كلّ خلافاته مع أصحابه وأقربائه، وليمحوها دفعةً واحدةً من
سجلّ مذكّراته، ومفكّرة أيّامه، وإن كان ذلك من أجمل معاني الإنسانيّة..
ولن أبتعد عن الواقع لأطلب أن يدوس المرء مكنون عواطفه، وأعماق مشاعره، ومخبآت أحاسيسه، ليتجاوز كلّ
خلاف، وينأى عن كلّ تباعد، ليعود صفحةً بيضاء، ونسمةً عليلة، وشعاعاً وضيئاً، وشاطئاً رحباً، وضفّة ريّة،
وغصناً نديّاً، وحقلاً يانعاً خاليّاً من كلّ شائبة، وإن كان ذلك من أروع صور الإنسان..
لكن أدعو لأن يكون الإنسان كبيراً في كلّ حالات الخلاف، فلا يمنعه خلافه، مهما اشتدّ، أن يكون حاضراً حيث
يجب حضوره، أو أن يكون غائباً حيث لا يجوز افتقاده..
فعندما تختلف مع صاحبٍ قريب أو بعيد، وتباعد بينكما سبل الحياة، ودروب الأيّام، فكن كبيراً في خلافك؛ فإذا
ما احلولك الليل في داره، أو جالت الأحزان في ربوعه، أو حلّت الأسوا في فيافيه، فسارع إليه حاملاً مصباح
المواساة، ومقدّماً باقاتٍ من زهورِ معانيك الجميلة، وعبقاً من مشاعرك الطيّبة، وموجاً من نسائم عواطفك
النبيلة.
وإذا ما أزهرت عنده الأفراح، وغنّت في دياره المسرّات، فلا تتأخّر عنه بضياء الشموع وشذا الورود، وألحان
القلوب، وبسمات الوجوه، وإشراقات العيون، وأنس الكلام، وطيب السلام.
إنّ هروبك من صاحبك في الليالي السود، أو في النهارات المشرقة، ضعفٌ في الذات، واستكانة في النفس،
والحضور ثباتٌ وقوّةٌ وإقدام وشجاعة وعنوان عزّة ودليل إباء.
فبعيداً عن حقيقة المشكلات، وواقع التعقيدات، وكلّ الدوافع والأسباب، وعن صاحب الحقّ وعن مقترف
الخطيئة، يُمكن للإنسان، في كلّ مناسبات الأفراح والأتراح، أن يكون كبيراً بذاته، متعالياً بنفسه، وأن يكون
مقداماً شجاعاً، يعرف كيف يشقّ خطاه في الوقت المناسب، وكيف يمدّ يده في اللحظة المطلوبة، حتّى لو لم
يؤثّر ذلك في إنهاء الخلافات، أو حلّ المشكلات.
( `•.¸
`•¸ )
¸.• )´
(.•´
ღ¨) (¨`ღ
¸.•´¸.•´¨) (¨`•.¸`•.¸
(¸.•´ (
فتوون
) `•.¸)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]