ثوري فتح والانسلاخ عن الثورة
للوهلة الاولى ، والنظر الى البيان الختامي للمجلس الثوري، نرى اسلوبا وجملا مبتذلة لم تاتي بجديد ، بل هو جمل مكررة لما افتى به شيخهم ومعلمهم محمود عباس في خطابه المتلون امامهم
لقد عبر البيان الختامي عن قناعات محمود عباس السياسية والتنظيمية والتي يمكن ان نلخصها بالاتي
1- المنظور الساسي بمرجعية خارطة الطريق ومدريد والمبادرة العربية
2- بناء على توجهات محمود عباس ناقش المجلس الثوري سبل انعاش الحياة التنظيمية والعلاقة مع الجماهير
3- دعم المجلس الثوري نهج المفاوضات ومقولة صائب الحياة مفاوضا[/center]ت!
4- دعم برامج محمود عباس بشأ المصالحة المبنية على اعتراف بالاتفاقيات المبرمة مع العدو الصهيوني
5- دعم واضح لحكومة فياض التي تؤسس لدولة في الضفة عمادها الاقتصاد والامن وما يتوافق مع منظور نتنياهو دولة الحكم الذاتي
6- ردد المجلس الثوري كلمات عباس بفتح مجال المقاومة الشعبية في بلعين وهنا استثنى الخيارات الاخرى للمقاومة
7- بقي بند واحد لم ياتي في البيان الختامي وهو بند غزة الذي اوصى به محمود عباس في خطابه وهو كيفية عودة غزة الى حضن الشرعية على حد قولهم...!!!
المجلس الثوري لحركة فتح وهو الرقيب على اداء مركزية فتح السابقة والحالية وعلى جميع المؤسسات الحركية قد اهمل النقاش في عدة قضايا اصابت الجسم الحركي بل غيبها، وهذا يبين مستوى هذا المجلس ووظيفته التي استجلب اليها اسماء وشخوص لتلبية برنامج عباس ، هذا مما يعطينا منطقا بانه مجلس ثوري بالمقاس.
1-ملفات الفساد المالي والخلقي التي فاحت رائحتها لبعض اعضاء المركزية الجديدة
2-الملفات المالية واموال حركة فتح المسجلة باسماء اشخاص وصلاحيات التوقيع والصرف وحصر ميزانية الحركة
3-ملف اغتيال ابو عمار وكمال مدحت وشهداء المركزية
4- قضية التنسيق الامني مع العدو الصهيوني ورحيل ثلاثة من قادة الكتائب على ايدي قوات الاحتلال ومؤسسات التنسيق الامني
5- ارشيف ابو عمار في تونس وصراع عباس مع زين العابدين لاستلامه ولاخفاء محطات هامة في حياة عرفات يمكن ان تدين عباس وغيره
6- مناقشة وضع التنظيم في الخارج والمتسببين في انهياره ومسألة غنيم وطقمه عن ذلك
8- خيارات الكفاح المسلح وامكانية المناورة بها على الاقل
9- مناقشة القرارات السابقة لمحمود عباس وفياض كقانون التقاعد ومؤسسة شئون الوطن المحتل وجمعية المحاربين القدماء تلك القرارات التي اهدرت طاقات حركية بغية التخلص منها
10- الدائرة السياسية لمنظمة التحرير وتجميد دورها
11- التعبئة والتنظيم في تونس التي انهت مسؤلياتها بعد انهاء مهمتها في الخارج وهي اعدام تنظيم حركة فتح في الخارج والذي اثر على البنية التربوية والاجتماعية والوطنية لفلسطينيي الشتات
12- الساحة اللبنانية وتكليفات عباس الجديدة لابطال وقادة التنسيق الامني بالمسؤلية عن الساحة ومحاولة ربط تلك الساحة ببرنامج دايتون
13- ملفات سابقة لاعضاء اللجنة المركزية السابقة ومسؤليتها عن تردي الاوضاع في حركة فتح
ربما لو بحث المجلس الثوري تلك البنود والموضوعات لقلنا ان هذا المجلس هو مجلس ثوري وهو طفرة ونقطة تحول في تاريخ المجلس، اما ان يصف بهاء رحال ان المجلس الثورييمر في مرحلة نشاط وحيوية فهو منافي للحقيقة فالمجلس الثوري الحالي هو عنوان عريض لسياسة عباس وليس لسياسة حركة وبحق ان هذا المجلس كما وصفه عماد عفانة( تمخض الثوري فولد عارا) واضيف فولد فارا وفي احسن الاحوال جروا.
من الملفت للنظر ان السيد بهاء رحال ركز على البند السري بخصوص غزة والذي لم يعلن في البيان الختامي والذي تحدث عنه نزال في المؤتمر الصحفي ، ويامل السيد رحال من مجلسه وهو شديد التفاؤل بعبقرية المجلس الثوري باستعادة غزة الى ما يسمى حضن الشرعية، كم تستفزني تلك الكلمات( استعادة)( الشرعية) وكان حماس قوات غزو اتت من الخارج وكانها ليست من نسيج هذا الشعب واماله وامانيه ، وكان حماس اقلية خارجة عن القانون يستوجب استئصالها.
اولا نسي محمود عباس بان حماس اتت باغلبية في انتخابات هو ارتضاها ، ونسي عباس ان نصر خماس لم ياتي صدفة بل طريق طويل من العمل بين الجماهير والاحساس بالامهم وحل ما تستطيع ان تحله من مشاكلهم ، نسي السيد ؤحال والمجلس الثوري ان نصر حماس في الانتخابات او في الحسم اتى نتيجة عمل مضني على الصعيد الاجتماعي والاخلاقي والديني والامني والاقتصادي وهذا ما افتقدته قيادات وجنرالات فتح التي الصقت بها الشبهات الامنية والسلوكية.
استعادة غزة كلمة لعباس يمكن ان يمتطيها اعضاء ما يسمى المجلس الثوري، وتمشيا موضوعيا مع هذا المنطق المستفز ، من المفهوم استرجاع يعني اعادة غزة قصريا وهنا ندخل في استبعاد المصالحة والمحاصصة السياسية والسلطوية بين حماس وفتح بناء على توجه عباس وانصياع المجلس الثوري لرغباته.
هل فعلا قوى رام الله وفتح وقيادتها المتهمة باكثر من ملف اخلاقي وسياسي وامني قادرة على استرجاع غزة....؟؟؟؟
وهل حماس قوة هلامية ام قوة مجربة وهي متواجدة في نسيج البنية الكينونية للشعب الفلسطيني في غزة!!
هل قوى الدولار والمدرسة الامنية في اريحا قادرة على استرجاع غزة ام الخلايا النائمة في قطاع غزة قادرة على هزيمة حماس وتيارات المقاومة التي يتجاوز تعدادها 60 الف مدرب ومؤدلج
افول ان توجه عباس والمجلس الثوري تهريج لان وجود هذا الشخص ومجلسه الثوري تهريج.
ويبقى شيء واحد لحل الازمة مع حماس وفصائل المقاومة:-
1-ان يقود شرفاء فتح عملية التغيير لكل مؤسسات الحركة والعودة لبرنامج المقاومة وتشكيل جيش شعبي وامني في غزة مكون من كافة الفصائل بما فيها فتح
2-اخذ مبدأ الارض الحررة لاقامة المؤسسات الفلسطينية مع اقامة دولة فلسطينية في غزة والضقة كحل مرحلي بدون التزام موثق بالاعتراف بالكيان الصهيوني وفتح المجال للتعامل سياسيا ودبلوماسيا كيف يكون شكل الدولة بعودة اللاجئين الى ديارهم مع تطويع الدول العربية لفتح اراضيها لعودة اليهود اليها وكذلك الدول الاوروبية باعتبارهم مواطنيين لديها
3- احالة المسؤليات في الضفة الغربية الى البلديات واللجان الشعبية وحل مؤسسات السلطة الملزمة في تعاملها مع الاحتلال
4- مسؤلية منظمة التحرير عن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، هذه المسؤلية التي يجب ان تاتي عن طريق مجلس وطني يمثل فيه كل القوى الفلسطينية للشعب الفلسطيني داخل وخارج الوطن
والا يبقى الحديث عن استعادة غزة هو حديث لايخلو من التامر والائتلاف مع قوى اقليمية واسرائيل لارتكاب مجزرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة بوادرها تهديدات العدو الصهيوني وجنرالاته المستمرة هذه الايام وحصار غزة والجدار الفولاذي، فهل ينتظر المجلس الثوري ومحمود عباس العودة الى غزة واسترجاعها من انشطة الخلايا النائمة التي يمكن ان تنشط مع محاولة اقتحام غزة ، ام تنتظر تلك القيادة فاقدة الشرعية الثورية عودتها على الاف من الشعداء وبرك الدم..... وهل توجهات عباس للمجلس تاتي من فراغ ؟؟؟؟ امهناك تنسيق اقليمي اسرائيلي دولي؟؟؟؟ وهل يذهب عباس لمجلس الامن ليطلب اعلان الدولة والاعلان عن غزة اقليم متمرد ويعزد كما عاد المالكي والجلبي والجعفري.....؟؟؟؟؟
والا ما هي خطتكم ومقدرتكم لاسترجاع غزة يا................................
بقلم/ سميح خلف
[left]