نَحنُ أُمة:
إِذا سَيدٌ مِنَّا مَضَى قَامَ سَيِّدٌ *
قَؤولٌ بِمَا قَالَ الكِرام فَعولُ
وهذا فَضل وكرم مِنَ الله -تبارك وتعالى- لهذهِ الأمة المُبَارَكة
وهذه السُنة الربانية جَرَت وَلا زاَلت تَجري إلى يَومِنا هَذا
ومن قَلَّبَ صَفَحَات التَّارِيخ قُديمُه وحدِيثُه رَأى العَجَب العُجَاب
فما أن يَمضِي قَائِد إِلَى دار المُستَقَر,
حتَّى يأْتِي غيره ليُذِيق الكُفَّار سَقَرْ
وَهكذا هي عَجلة النَصر وَالتمكين والظفر لِهذهِ الأُمة لا تَتَوَقف
بل تبقى سائرة على دَرْبِ الكِفاح والنِضَال حَتى يَأذن الله بِالنَصْرِ
عَجَلَةٌ تُحرِكُها دِماء الشُهَداء, وَأشلاء الأولياء, وتعب وتضحيات الصالحين الأتقياء.
وَمَن أَخَذهُ عَقله القَاصِر إلى تَصوُّرِ أنَّ الجِهادَ سَيتَوَقف بِمَقتَلِ قَائِد مقدام أو أمير إمام!!
فَهوَ عَلى ضَلالٍ مُبين.
كَيف! والله سُبحانه تَكَفَّل بِنَصرِ دِينه وَاظهَارِه ولو كرِه المُشركُون
قال تعالى: ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ))
ألا فليعلم أعداء الله أنَ قَتلَ القادة لَم ولَن يُثنينا عَن المضي قُدُماً في نُصرَهِ هذا الدين
بل إنَّ قَتلَهم دَليل على صِدقِ أَقوالهم, وَصَفاءِ مَنهَجهم, واخلاصِهِم مَعَ رَبِهم
وَدِمَاء الشُّهَدَاء: نُور وَنَار
نورٌ: تُنيرُ لَنا طَريق العزة والتمكين
ونارٌ: تَلْفَحُ أعداء الملة والدين
و -والذي فَلَقَ الحَبَّ وَالنَوى- لَنْ نَكِلَ وَلن نَمِلَ من الجهادِ في سبيل الله حَتى يَنصُرَ الله دِينه أو نَموتَ دُون هَذهِ الغاية الغالية
و –والله- لو قتل قادتنا, وقُطِّعَتْ أجْسادُنا, وشُلَّت أركاننا, ويُتِمَ أطفالنا, واعتقلت نسائنا, مَا تَوقفنا عَن الجِهادِ فِي سَبيلِ الله
فإنّا على رَبنا مُتوكلون, وإليه راغبون, وَسَينصُرنا رَبُنا وَلو كَرهَ الكَافرون
قال تعالى: ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)).