ابو شادي المشرف المميز
عدد المساهمات : 4083 نقاط : 11086 تاريخ التسجيل : 16/12/2009 العمر : 36
| موضوع: نعمة الصحة والحفاظ عليها الثلاثاء يونيو 29, 2010 2:04 pm | |
| نعمة الصحة والحفاظ عليها
فقد اعتنى الإسلام عناية كبيرة بصحة الإنسان , وسن له التشريعات والمبادئ التي تحقق له حياة آمنة مطمئنة , حياة خالية من الأمراض والعدوى , فجعل مبدأ الوقاية قبل العلاج أو ما يسمى بالطب الوقائي أساسا لصحة نفسية وجسمانية سليمة . فالصحة كما قيل " تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" وهي نعمة لا يحس بها إلا من فقدها , وقد مدح الله تعالى طالوت في القرآن الكريم بأن الله أعطاه قوة في العلم , وقوة في الجسم , قال تعالى : " وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) سورة البقرة . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ.أخرجه أحمد 1/258(2340) و"الدارِمِي" 2707 و"البُخَارِي" /109(6412) و(اابن ماجة) 4170 والتِّرْمِذِيّ" 2304 . وقال بشار بن برد: إنِّي وإن كان جمع المال يعجبني * * * فليس يعدل عندي صحَّة الجسد في المال زينٌ وفي الأولاد مكرمةٌ * * * والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد قال اللَّه تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} سورة الصف 10-13. وقال: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) سورة النحل . عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا. "البُخَارِي" ، في "الأدب المفرد"300 و"ابن ماجة"4141 و"التِّرمِذي" 2346 . قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : قَدْ يَكُون الْإِنْسَان صَحِيحًا وَلَا يَكُون مُتَفَرِّغًا لِشُغْلِهِ بِالْمَعَاشِ ، وَقَدْ يَكُون مُسْتَغْنِيًا وَلَا يَكُون صَحِيحًا ، فَإِذَا اِجْتَمَعَا فَغَلَبَ عَلَيْهِ الْكَسَل عَنْ الطَّاعَة فَهُوَ الْمَغْبُون ، وَتَمَام ذَلِكَ أَنَّ الدُّنْيَا مَزْرَعَة الْآخِرَة ، وَفِيهَا التِّجَارَة الَّتِي يَظْهَر رِبْحهَا فِي الْآخِرَة ، فَمَنْ اِسْتَعْمَلَ فَرَاغه وَصِحَّته فِي طَاعَة اللَّه فَهُوَ الْمَغْبُوط ، وَمَنْ اِسْتَعْمَلَهُمَا فِي مَعْصِيَة اللَّه فَهُوَ الْمَغْبُون ، لِأَنَّ الْفَرَاغ يَعْقُبهُ الشُّغْل وَالصِّحَّة يَعْقُبهَا السَّقَم ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا الْهَرَم كَمَا قِيلَ : يَسُرّ الْفَتَى طُول السَّلَامَة وَالْبَقَا فَكَيْف تَرَى طُول السَّلَامَة يَفْعَل يَرُدّ الْفَتَى بَعْد اِعْتِدَال وَصِحَّة يَنُوء إِذَا رَامَ الْقِيَام وَيُحْمَل . ابن حجر فتح الباري 18/219 . قال ابن رجب : " مَنْ حفظ الله في صباه وقوته : حفظه الله في حال كبَره وضعف قوته ، ومتَّعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله ، وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله ، فوثب يوماً وثبةً شديدةً فعوتب في ذلك ، فقال : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغَر فحفظها الله علينا في الكبَر ، وعكس هذا : أن بعض السلف رأى شيخاً يسأل الناس فقال : إن هذا ضعيف ضيَّع الله في صغره فضيَّعه الله في كبَره " جامع العلوم والحكَم " ( 1 / 186 ) . قال الشاعر : يَسُرّ الْفَتَى طُول السَّلَامَة وَالْبَقَا *** فَكَيْف تَرَى طُول السَّلَامَة يَفْعَل يَرُدّ الْفَتَى بَعْد اِعْتِدَال وَصِحَّة *** يَنُوء إِذَا رَامَ الْقِيَام وَيُحْمَل عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ.قَالَ : فَمَاذَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : سَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.أخرجه أحمد 3/119(12224) و"أبو داود" 521 والتِّرْمِذِيّ" 212 و3595 و"النَّسائي" ، في "عمل اليوم والليلة" 68. عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ الْمَدَنِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، َتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ ، فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ثُمَّ أَتَاهُ الْغَدَ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ ، فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَقَدْ أَفْلَحْتَ. أخرجه أحمد 3/127(12316) و"البُخَارِي" ، في (الأدب المفرد) 637 و"ابن ماجة" 3848 والتِّرْمِذِيّ" 3512 . وخرَّج الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي من حديث ابن عمر ، قال : لم يكن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدَعُ هؤلاء الدَّعوات حين يُمسي وحين يُصبح : " اللهمّ إني أسألُكَ العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إنِّي أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهمَّ استُر عورتي، وآمن روعتي ، واحفظني من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذُ بعظمتك أنْ أُغتَالَ من تحتي " . أخرجه : أحمد 25/25 ، وأبو داود ( 5074 ) ، والنسائي 8/382 ، والبخاري في " الأدب المفرد " ( 698 ) و( 1200 ) ، وابن ماجه ( 3871 ) ، وابن حبان ( 961 ) والحاكم 1/517 ، وهو حديث صحيح . قال منصور الفقيه: رأيت البلاء كقطر السَّماء * * * وما تنبت الأرض من نامية فلا تسألنّ: إذا ما سألت إلهك شيئاً سوى العافية ومن مبادئ الوقاية قبل العلاج التي وضعها الإسلام : 1- الحث على النظافة والطهارة . 2- الفوائد الصحية للصلاة . 3- في الصوم وقاية وعلاج . 4- أهمية ممارسة الرياضة . 5- إعطاء الجسم حقه من الراحة . 6- الحث على حماية البيئة من التلوث. 7- تحريم بعض الأشربة والأطعمة. 8- الاحتراز من الأوبئة وأماكن العدوى. 9- الحث على النظافة والطهارة . اعتنى الإسلام بالنظافة عناية فائقة، واهتم بها اهتماما بالغا، وأولاها رعاية خاصة، وذلك لما للنظافة من أثر عظيم على صحة الأفراد والمجتمعات، وسلامة الأبدان ونضارتها، فهي عنوان المؤمنين، وسمة من سمات المسلمين , قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)سورة البقرة . وعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ ، وَالْحَمْدُ ِللهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ ِللهِ تَمْلآنِ ، أَوْ تَمْلأُ ، مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَالصَّلاَةُ نُورٌ ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو ، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا ، أَوْ مُوبِقُهَا. أخرجه أحمد 1/123(1006) و"الدارِمِي" 687 قال و"أبو داود" 61 و618 . الألباني :حسن صحيح ، المشكاة ( 312 و 313 ) ، الإرواء ( 301 ) ، صحيح أبي داود ( 55 ). عن أبي بكر . ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله بذلك الذنب إلا غفر الله له . سنن أبي داود 1/475 , قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5738 في صحيح الجامع. ولما كانت الطهارة الروحية هي بوابة الإيمان ومدخل الإسلام كانت الطهارة البدنية شرطاً لصحة كثير من العبادات، قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) سورة المائدة . ومن أسرار الطب الوقائي في الإسلام أنه جعل النظافة أمراً تعبدياً مما جعل فيها روحاً وديمومة لا يستطيعها أي قانون آخر. فقد حث الإسلام على الاعتناء بنظافة البدن بصفة دائمة , فأوجب الاغتسال عند حدوث الجنابة , وبعد انقطاع دم الحيض والنفاس للمرأة , كما سن الاغتسال أيام الجمع والأعياد , وعند لبس الإحرام ودخول مكة والطواف . عنْ أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ ، وَتَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ، وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ ، وَلَمْ يَلْغُ ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى. أخرجه الحميدي "أحمد" 5/177(21872) و"ابن ماجة" و"ابن خزيمة" 1763 ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6064 في صحيح الجامع . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ. أخرجه أبو داود (4/76 ، رقم 4163) ، قال الحافظ في الفتح (10/368) سنده حسن . والبيهقى في شعب الإيمان (5/224 ، رقم 6455) . وأخرجه أيضًا : الطبرانى في الأوسط (8/230 ، رقم 8485) لألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 819 . وعَنْ جَابِرٍ ، قَالَ:أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَرَأَى رَجُلاً شَعِثًا ، قَدْ تَفَرَّقَ شَعَْرُهُ ، فَقَالَ: أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعَْرَهُ ؟ وَرَأَى رَجُلاً آخَرَ وَعَلْيِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ ، فَقَالَ : أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ. - لفظ عِيسَى بن يُونُس : أَتَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَرَأَى رَجُلاً ثَائِرَ الرَّأْسِ ، فَقَالَ : أَمَا يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ. أخرجه أحمد 3/357(14911) و"أبو داود" 4062 و"النَّسائي" 8/183 ، وفي "الكبرى" 9261 الألباني :صحيح ، الصحيحة ( 493 ). وأمر المسلم أن لا يؤذي إخوانه برائحة الثوم والبصل وأن عليه اعتزال أماكن اجتماع الناس وبخاصة المساجد , عَنْ عَطَاءٍ ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ زَعَمَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:مَنْ أَكَلَ ثُومًا ، أَوْ بَصَلاً ، فَلْيَعْتَزِلْنَا ، أَوْ قَالَ : فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا ، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا ، فَسَأَلَ ، فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ ، فَقَالَ : قَرِّبُوهَا ، إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، كَانَ مَعَهُ ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا ، قَالَ : كُلْ ، فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لاَ تُنَاجِي. - وفي رواية : مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الْخَبِيثَةِ ، فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ، أَوِ الْمَسْجِدَ. أخرجه أحمد 3/380(15135) و"البُخَارِي" (854) و"مسلم" 2/80(1190) . هذا وتلك الأطعمة مما أحله الله تعالى , فما بالكم عافانا الله وإياكم ممن يؤذي الناس برائحة التدخين , وبرائحة ثيابه . وقد أمرنا الله تعالى بأخذ الزينة والاعتناء بطهاة الثوب , والتطيب وبخاصة في أماكن العبادة , قال تعالى : " يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) سورة الأعراف. هذا عن طهارة البدن وأما عن طهارة الثوب فقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : " يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) سورة المدثر. عن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ الله , صلى الله عليه وسلم , يَقُولُ: إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ , فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ , وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ , حتى تكون كأنكم شامة في الناس , فَإِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ. أخرجه أحمد 4/179(17767) و"أبو داود" 4089 . وتكلم المناوي في فيض القدير عن إهمال نظافة الثياب من قبل بعض العامة بحجة الزهد والسلوك والاشتغال بنظافة الباطن فقال : وقد تهاون بذلك جمع من الفقراء حتى بلغ ثوب أحدهم إلى حد يذم عقلاً وعرفاً، ويكاد يذم شرعاً. سوّل الشيطان لأحدهم فأقعده عن التنظيف بنحو نظف قلبك قبل ثوبك لا لنصحه بل لتخذيله عن امتثال أوامر الله ورسوله وإقعاده عن القيام بحق جليسه ومجامع الجماعة المطلوب فيها النظافة، ولو حقق لوجد نظافة الظاهر تعين على نظافة الباطن . ومن ثم ورد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يتسخ له ثوب قط كما في المواهب وغيرها , قال الإمام فخر الدين الرازي : إذا ترك لفظ الثياب والتطهر على ظاهره وحقيقته، فيكون المراد منه أنه عليه الصلاة والسلام أمر بتطهير ثيابه من الأنجاس والأقذار. وقال الشافعي : المقصود منه الإعلام بأن الصلاة لا تجوز إلا في ثياب طاهرة من الأنجاس. وأما عن الاعتناء بطهارة ونظافة المكان وبخاصة أماكن العبادة التي هي مكان اجتماع الناس , ومصدر انتقال العدوي وانتشارها , فقد قال تعالى : " قال تعالى : " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) سورة البقرة . عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِى حَسَّانَ , قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ , نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ , كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ , جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ , فَنَظِّفُواأَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ. أخرجه الترمذي (2799) - قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي : هذا حديث غريب. ومن المحافظة على المكان إماطة الأذى عنه , عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا فَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَأَرْفَعُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.أخرجه أحمد 2/445(9746). عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ - أَوْ قَالَ : إِلَى الْمَسْجِدِ - صَدَقَةٌ. - وفي رواية : كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ ، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا ، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ. أخرجه أحمد 2/312(8096) و"البُخاري" 2707 و"مسلم" 2298 و"ابن خزيمة" 1494 و"ابن حِبَّان" 472. وكذا المحافظة على مصادر الهواء النقي , فنهي عن قطع الأشجار , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُبْشِىٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِى النَّارِ. أخرجه أبو داود (5239) و"النَّسَائي" في "الكبرى" 8557. ويكفي في ذلك أن المسلم يعرف يوم القيامة بأماكن النظافة والطهارة فيكون شامة وعلامة بين جميع الأمم , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :" إِنَّكُمْ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ آثَارِ الطُّهُورِ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ.أخرجه أحمد 2/362(8726). و((أبو يعلى)) 6410 . إن الإسلام طهارة ونظافة وعبادة ولطافة، والنظافة جمال وكمال، والطهارة ركن وقائي من الأمراض السارية، فتحلّوا بهما وربوا أولادكم عليها وساهموا في نشرهما في المجتمع ؛ كي تنال رضا ربكم . يحكى أن طالباً مسلماً كان يدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت.كان هذا الطالب السوداني المسلم محافظاً على أداء فرائضه الدينية , وفي أحد الأيام لاحظه أحد مدرسيه في هذه الجامعة يتوضأ للصلاة, فصاح فيه غاضباً كيف تغسل قدميك في حوض نغسل فيه وجوهنا؟ إنها حيلة الذئب المعروفة مع الحمل.فقال له:الطالب السوداني:كم مرة تغسل وجهك في اليوم؟الأستاذ الأمريكي:مرة واحدة في كل صباح طبعاً .الطالب السوداني:أما أنا فأغسل رجلي على الأقل خمس مرات في اليوم .ولك أن تحكم بعد ذلك أيهما أكثر نظافة رجلي أم وجهك؟ !! . 10- الفوائد الصحية للصلاة . وتنقسم الفوائد إلى قسمين : أولاً : قبل الصلاة : فالوضوء يقاوم أكثر من 17 مرضاً من أهمها : الرمد الجيبي والأنفلونزا والسعال الديكي والتهاب اللوزتين وأمراض الأذن وأمراض الجلدية . وغسل اليدين جيداً ثم الاستنشاق ثلاث مرات في كل وضوء قبل الصلوات الخمس يومياً ، يقضي تماماً على 11( ميكروباً ) بكتيرياً خطيراً توجد في الأنف وتصيب الإنسان بأمراض الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي والحمى الروماتيزمية والجيوب الأنفية والحساسية وبعض المضاعفات الأخرى . إن كمية المكروبات بالأنف تقل إلى النصف بعد الاستنشاق الأول ، ثم إلى الربع بعد الاستنشاق الثاني ثم تتضاءل كمية الميكروبات بعد الاستنشاق الثالث . أن عملية الوضوء وتكرار الاستنشاق خمس مرات يومياً قبل كل صلاة هي الوسيلة الفعالة لتطهير الأنف ونظافته والحد من خطورة حملة للميكروبات ونشر الأمراض . كما يسن السواك عند الوضوء حيث يطهر الفم من الجراثيم ويقضي على اصفرار الأسنان ويجنب التهاب اللثة. والمشي إلى المساجد باستمرار علاج للعديد من الأمراض منها : أ – أمراض القلب . ب – أمراض السمنة . ج – مرض الربو . د – التعب الذهني وكذا ينشط الدورة الدموية ، ويقوي عضلات الجسم ، ويزيد مرونة المفاصل ، وينشط الدماغ والذاكرة ، و يعمل على إذابة الدهون ، وإزالة التوتر وتحرير الجسم من الرخاوة . ثانياً : أثناء الصلاة : - الصلاة أحسن سبيل للتخلص من التوتر. - تنشط الدورة الدموية أثناء حركات الصلاة . - الصلاة تقوم بأهم دور في الوقاية من مرض دوالي الساقين . - الصلاة تقي من الإصابة بمرض خمور العظام في السن المتأخرة . - الصلاة تساعد على الوقاية من تصلب المفاصل وتآكلها المفاصل و تقويها . - الصلاة توفر أفضل طريقة للياقة الجسم. - تعتبر الصلاة أحسن وسيلة لتقوية عضلات العمود الفقري . - إن ذبذبة صوتية مثل كلمة ( أمين ) وتنطق ( آآآ م ي ي ي ن ) تزيل كل توتر في الجسم ، وخاصة إذا قيلت بصوت مرتفع تشعر به من أعماقك ، وهي تعد من التنفس العميق البطيء الذي هو علاج لارتفاع ضغط الدم وإرهاق القلب والأعصاب ، وهو يجدد الحيوية ، ويطهر الدم ، وينعش الفؤاد. - في الفجر يوجد غاز الأوزون ويستعان به في علاج أنواع التليف الذي يحدث في الرئة والكبد ، وعلاج أمراض الكبد الوبائية ، وانسداد الشرايين ، وتصلب الأوعية الدموية ، ومضاعفات أمراض السكري كالجروح والقروح ، وتنشيط جريان الدم في الأوعية ، وحالات الربو وبعض حالات الحساسية وكان المجال الأهم لاستخدامات غاز الأوزون هو ما توصلت إليه البحوث في مجال استخدامه في علاج وباء العصر )الإيدز.( -وضع اليد اليمنى على اليسرى يمنع ركود الدم الوريدي بالأوردة التابعة للأطراف العليا منعاً لتخثر الدم بها . وفي شهر رمضان يؤدون صلاة التراويح بعد فريضة العشاء. وأوضح هؤلاء أن هذه الصلاة الرمضانية، ويتراوح عدد ركعاتها بين ثماني إلى عشرين ركعة، تعتبر تمرينا بدنيا معتدلا لكل عضلة من عضلات الجسم، حيث تنقبض بعض العضلات بطول متساوٍ، وتنقبض الأخرى بنفس التوتر، وتزيد الطاقة اللازمة لعمليات أيض العضلات خلال تأدية الصلاة، مما يؤدي إلى نقص في مستويات الأكسجين والعناصر الغذائية في العضلات، ويؤدي هذا النقص بدوره إلى توسع الأوعية الدموية، مما يسمح للدم بالتدفق بسهولة عائدا إلى القلب، فيعمل هذا العبء المتزايد مؤقتا على القلب، على تقوية العضلة القلبية وتحسين التدفق الدموي فيها. وأشار العلماء أن لصلاة التراويح دورا مهما في تنظيم مستويات السكر بعد الإفطار، فنسبة السكر والأنسولين في الدم تكون في أدنى مستوياتها قبل وجبة الإفطار، وبعد ساعة من تناول الوجبة، يبدأ الجلوكوز والأنسولين بالارتفاع، فيعمل الكبد والعضلات على سحب جلوكوز الدم، إلا أن سكر الدم يصل إلى مستويات عالية خلال ساعة أو ساعتين، وهنا تأتي فائدة صلاة التراويح، حيث يتم معالجة السكر وحرقه إلى أكسجين وماء خلال هذه الصلاة. ولفت الأطباء إلى أن صلاة التراويح تساعد في حرق السعرات الزائدة، وتحسن مرونة الجسم وتوازنه، وتقلل الاستجابات الذاتية المرتبطة بالتوتر عند الأصحاء، وتخفف حالات القلق والكآبة. وأفاد الباحثون في مؤسسة البحوث الإسلامية الأمريكية، أن صلاة التراويح تحسن السيطرة على وزن الجسم وحرق السعرات الحرارية دون زيادة الشهية أو الرغبة في الأكل، لذلك فان تناول أغذية صحية معتدلة في وجبتي الإفطار والسحور، وأداء صلاة التراويح يحقق أفضل النتائج من حيث تخفيف الوزن، وتقليل تراكم الدهون في الجسم. وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يحافظون على صلوات الفرض والنافلة، سواء من الرجال أو النساء، يتمتعون بكثافة عظمية أعلى ويكونون أقل عرضة لهشاشة العظام عند تقدمهم في السن، وينعمون بصحة أفضل في مراحل الشيخوخة، ويقل خطر وفاتهم من الأمراض بحوالي النصف. قال الشاعر : قال الشاعر: خسر الذي ترك الصلاة وخابا * * * وأبى معاداً صالحا ومآبا إن كان يجحدها فحسبك أنه * * * أضحى بربك كافراً مرتابا أو كان يتركها لنوع تكاسل * * * غطى على وجه الصواب حجابا فالشافعي ومالك رأيا له * * * إن لم يتب حد الحسام عقابا والرأي عندي للإمام عذابه* * * بجميع تأديب يراه صوابا 11- في الصوم وقاية وعلاج . وكما حث الإسلام على النظافة والطهارة وكذا على الصلاة لما في ذلك من وقاية وعلاج , فكذا قد حث على الصوم وجعله من سبل الوقاية والعلاج , قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)سورة البقرة . يقول ابن القيم:" الصوم جنة من أدواء الروح والقلب والبدن ؛ مَنافِعُه تفوت الإحصاء، وله تأثير عجيب: في حفظ الصحة، وإذابة الفضلات، وحبس النفس عن تناول مؤذياتها، ولاسيما: إذا كان باعتدال وقصد في أفضل أوقاته شرعاً، وحاجة البدن إليه طبعاً، ثم إنّ فيه: من إراحة القوى والأعضاء ما يحفظ عليها قواها، وفيه خاصية تقتضي إيثاره، وهي: تفريجه للقلب عاجلاً وآجلاً، فهو أنفع شيء لأصحاب الأمزجة الباردة والرطبة، وله تأثير عظيم، في حفظ صحتهم . وهو يدخل في الأدوية الروحانية والطبيعية، وإذا راعى الصائم فيه ما ينبغي مراعاته طبعاً وشرعاً، عظم انتفاع قلبه وبدنه به، وحبس عنه المواد الغريبة الفاسدة التي هو مستعِدّ لها، وأزال المواد الرديئة الحاصلة بحسب كماله ونقصانه ويحفظ الصائم مما ينبغي أن يتحفظ منه، ويعينه على قيامه بمقصود الصوم وسره وعلته الغائية ". الطب النبوي لابن القيم ( ص: 258 - 259 ) . " يفيد الصيام صحة النفس والجسم كليهما، فيشحذ الذهن ويقوي الإرادة، ويخفف العبء عن أجهزة الجسم جميعها وبخاصة جهاز الهضم وجهاز الدوران والكلى , كما أنه ينشط تجدد خلايا الجسم، فمن المعروف أنّ في جسم الإنسان نحو من ( 125 ) ألف مليار خلية، وأنّه يموت ويحيا كل دقيقة نحو من ( 7 ) مليارات خلية، أي أن خلايا الجسم جميعها تتجدد خلال اثني عشر يوماً تقريباً، أما في الصوم فتتجدد جميعها خلال ( 5 - 6 ) أيام فقط . والصوم له أثر كبير في وقاية كل أجهزة الجسم من الأمراض : 1- الصيام والجهاز الهضمي :الصوم له الأثر الكبير في راحة الجهاز الهضمي المُتْعَبْ طيلة أيام السنة، وفي الصوم حثٌ على الاستفادة من مخزون الشحوم في الجسم كافة، فتتحول هذه الشحوم وتتفتت وتنتج لنا الطاقة اللازمة لإدامة الحياة بدل الطعام ". 2- الصيام وأمراض الكليتين :الصيام يريح الكليتين وجهاز البول، بإقلاله فضلات استقلاب الأغذية المنطرحة عن طريق الجهاز. 3- الصيام وعلاج البدانة :يستفيد السمين من الصيام كثيراً ؛ لأن الصائم بعد حرقه الغذاء الوارد في السحور يستمد 83 % من القدرة الضرورية من استهلاك المدخرات الذهنية وتزيد فائدته إن لم يسرف في الطعام، وقلل من الأغذية الدهنية والنشوية وباقي السكريات. 4- الصيام يحمي الأسنان من التسوس , ويمنع إصابة اللثة بالأمراض :". يقول أحد الأطباء: إن الامتناع عن الأكل من السحور حتى الفطور يحمي الأسنان من التلف الناتج عن تخمر فضلات الطعام في الأسنان، وبالتالي فإن ذلك يحول دون إصابة الأسنان بالتسوس، ويقلل من الإفرازات اللعابية التي تسبب زيادة ترسب المواد الجيرية والدهنية على الأسنان، وتظل اللثة معرضة للأمراض ". 5- أمراض الروماتيزم :" يؤكد أخصائيو الأمراض الروماتيزمية والأمراض المزمنة أن الصيام يفيد مرضى الروماتيزم، وخاصة السيدات وكبار السن من الجنسين، فهو يخفض الوزن ويتخلص من السموم في الجسم ". 6- أمراض الكبد :" يقول أخصائيو الأمراض الباطنية: إِنَّ حالات كثيرة من أمراض السكر قد أفادت إفادة كبيرة في شهر رمضان؛ لأنّ الصيام يعمل على خفض مستوى السكر في الدم وانخفاضه في البول كما ينصح الأطباء مَرْضَى الكبد أن يستفيدوا من تجربة شهر الصيام طوال العام بعد الإفراط في الأكل وتنظيمه " . 7- ترك الدخان : والصوم حافز كبير يساعد على التخلص نهائياً من الإدمان في شرب السجائر والمنبهات، والصوم يعطي مناعة وقوة تزيدهم تحملاً للمسؤوليات وأعباء الحياة، وتزيدهم صبراً على تحمل الحرمان، وبذلك يمكن الإقلاع عن التدخين، وتتحسن صحتهم النفسية والجسمية. 8- الصوم ومرض السكر :" والصوم يحمي الإنسان من مرض السكر: ولتفسير ذلك نقول إن في الصوم تقل كمية السكر في الدم إلى أدنى المعدلات، وهذا يعطي غدة البنكرياس فرصة للراحة، فمن المعروف أن البنكرياس يفرز الأنسولين، وهذه المادة بدورها تؤثر على السكر في الدم، فتحوله إلى مواد نشوية ودهنية تترسب وتخزن في الأنسجة، ولكن إذا زاد الطعام عن قدرة البنكرياس في إفراز الأنسولين، فإن هذه الغدة تصاب بالإرهاق والإعياء، ثم أخيراً تعجز عن القيام بوظيفتها، فيتراكم السكر في الدم، وتزيد معدلاته بالتدريج سنة وراء سنة، حتى يظهر مرض السكر، وخير حماية للبنكرياس من هذا الإرهاب؛ هو الصوم المعتدل". 9- الصوم والمعدة : ففي الصيام تخلو المعدة تماماً من الطعام خلال 12 ساعة في اليوم الواحد، ولمدة شهر كامل، وهذه المدة تكفي لإخلاء المعدة من كل طعام متراكم وتعطيها فرصة للراحة من غير إرهاق، ولذلك نجد أنه أثناء فترة الصيام يتخلص الإنسان من عادة التكرع أو ( التجشوء ) التي يسببها أكل الطعام على الطعام مما ينجم عنه تخمر الأطعمة في المعدة قبل أن تتمكن من هضمها ". 10- الصوم والأمعاء : والصيام يريح الأمعاء والمصران الغليظ أيضاً من الطعام المتراكم، وبذلك يتخلص الصائم من الغازات والروائح الكريهة التي تنتج عن التخمة وسوء الهضم والتخمر في الأمعاء بسبب عدم قدرتها على امتصاص الطعام أو التخلص منه، وقد كان الناس فيما مضى قبل الأدوية الحديثة يعالجون حالات الإسهال بالصيام وحده أو باستعمال المسهلات للمساعدة على طرد المواد السامة من المصارين" .راجع : كتاب الحقائق الطبية في الإسلام لعبد الرازق كيلاني( ص: 184 ) وما بعدها . وقد ثبت أيضا أن الصوم يعالج بعض الأمراض الجلدية فهو يقلل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة من الجسم مثل مرض الصدفية. ويخفف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية. ومع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثوراً مستمرة. يقول الشاعر : وأغبى العالمين فتى أكول * * * لفطنته ببطنته انهزام ولو أني استطعت صيام دهري * * * لصمت فكان ديدني الصيام ولكن لا أصوم صيام قوم * * * تكاثر في فطورهم الطعام فإن وضح النهار طووا جياعا * * * وقد هموا إذا اختلط الظلام وقالوا يا نهار لئن تجعنا * * * فإن الليل منك لنا انتقام وناموا متخمين على امتلاء * * * وقد يتجشئون وهم نيام فقل للصائمين أداء فرض * * * ألا ما هكذا فرض الصيام [i][b] | |
|
الصقر الحزين نائب المدير
عدد المساهمات : 3382 نقاط : 12313 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 33 الموقع : https://redcross.ahlamontada.net/
| موضوع: رد: نعمة الصحة والحفاظ عليها الجمعة يوليو 02, 2010 11:55 pm | |
| بارك الله فيك
يعطيك العافية | |
|
دلوعة لكن مجروحة شكر وتقدير
عدد المساهمات : 2169 نقاط : 8215 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 33
| موضوع: رد: نعمة الصحة والحفاظ عليها السبت يوليو 03, 2010 4:46 am | |
| مشكوووووور دمت عنوانا للتميز والابداع .. | |
|
ابو شادي المشرف المميز
عدد المساهمات : 4083 نقاط : 11086 تاريخ التسجيل : 16/12/2009 العمر : 36
| موضوع: رد: نعمة الصحة والحفاظ عليها الأحد يوليو 04, 2010 11:51 am | |
| | |
|