كانت هناك امرأة كبيرة من العاقلات الصالحات . . تقول هذه المرأة بينما أنا نائمة ذات يوم إذ سمعت صوتا في منامي يقول بشري فلان بن فلان الفلاني ( ويذكر أسمه الثلاثي ) بالجنة . .
تقول هذه المرأة عندما قمت من نومي أخذت أفكر في هذا الاسم فلم أعرفه و لم أذكر أني سمعته في حياتي ثم إني تناسيت الأمر و في الليلة التالية جاءني نفس الصوت في المنام و قال : بشري فلان بن فلان الفلاني بالجنة و في الصباح أخذت أفكر في الأمر من تراه يكون هذا الرجل ثم ما لبثت أن قلت لعلها أضغاث أحلام و أهملت الأمر و لكن العجيب أن الصوت جاءني في الليلة الثالثة معاتبا و مؤنبا وهو يقول : اتق الله يا امرأة لماذا لم تبشري فلان بن فلان الفلاني بالجنة .
تقول المرأة فقمت من نومي فزعة و عزمت على السؤال عن هذا الرجل و في الغد كان عندنا في المنزل مجموعة من النساء فقمت بسؤالهن من منكن يعرف شخص اسمه فلان بن فلان الفلاني و ذكرت لهم الاسم الذي كان يأتيني في المنام فلم يعرفنه إلا أن إحداهن قالت : نعم هناك رجل يسكن في الحي المجاور أظن أن اسمه كما ذكرت و هو رجل من عامة الناس لا يعرف عنه كثير علم أو كثير عبادة فقلت لها الآن تقومين معي نذهب إليه . . و خرجنا من المنزل و طرقنا باب ذلك الرجل ففتح الباب و خرج منه رجل كبير في السن يرتدي فنيلة و سروال طويل و قال خير ماذا تريدين يا بنتي فقلت : أنت فلان بن فلان الفلاني ؟ قال مستغربا : نعم قلت أسألك بالله : هل أنت فلان بن فلان الفلاني .؟ فقال و قد ازداد استغرابا : نعم أنا فلان بن فلان الفلاني . . عندها قلت له البشرى و أخبرته بخبر الرؤيا فقال : يا بنتي لعله تشابه أسماء فأنا لا أفعل ما يستحق كل هذا . . فقالت له أسألك بالله ياعم إلا أخبرتني خبرك فقال :
العام الماضي توفي جار لي تاركا خلفه زوجة و أولاد . . و قبل ثمانية أشهر توفيت أمهم . . و أنا موظف متزوج و ليس عندي إلا ولد واحد و أنا أسكن في بيت ملك و راتبي 6000 ريال فأنا منذ ثمانية أشهر لا أستلم الراتب إلا قسمته بالتساوي بيني و بين هؤلاء الأيتام فأخذ لي و لأهل بيتي ثلاثة آلاف ريال و أعطيهم ثلاثة آلاف ريال . .
انتهت القصة و يبقى السؤال ماذا قدم هذا الرجل ليستحق هذا الجزاء العظيم من الكريم المنان أهي الصدقة ؟ أهي معرفة حق الجوار ؟ أم هي إخفاء العمل الصالح ؟ أو ربما يكون احتقار ما تقدمه النفس ابتغاء مرضاة الله و هذا واضح من القصة . . ربما كل هذه الأسباب