كشفت مصادر فلسطينية موثوقة وقريبة من الاتصالات الجارية بشأن صفقة شاليط أن إسرائيل رفضت الإفراج عن القيادات الرئيسية لحركة حماس في السجون الإسرائيلية، لاعتبارات أمنية.
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «حركة حماس تتجه للموافقة على الصفقة، التي سيتم في إطارها تبادل عدد من الأسرى الفلسطينيين بسجون إسرائيل (لم تحدد المصادر عددهم)، مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط».
وأشارت المصادر إلى وجود خلافات داخل حركة حماس، بين جناح يرى إنهاء الصفقة بصرف النظر عن الإفراج عن تلك القيادات، وجناح آخر يرى عدم إمكانية تجاوز أي من هذه القيادات، غير أن المصادر أشارت إلى أن حركة حماس لا تمانع في إبعاد هذه القيادات خارج أراضى السلطة الوطنية إلى الأبد.
وقالت المصادر «إن قيادات حماس بالسجون الإسرائيلية، وعلى رأسهم عباس السيد، وإبراهيم حامد، وعبد الناصر عيسى، وعبد الله البرغوثي، يرون أن هذه الصفقة هي الأمل الوحيد للإفراج عنهم وأن تجاوزهم يفقد الصفقة بريقها وقيمتها».
وكانت إسرائيل أعلنت أنها تصر على عدم إخراج أكثر من 10 قيادات من حماس في الصفقة من أصحاب المحكوميات العالية، إضافة إلى إصرارها على إبعاد أكثر من مائة شخص خارج أراضي السلطة الفلسطينية.
وذكرت مصادر أن الحكومة المصرية نقلت رسائل مطمئنة لحركة حماس تفيد بقبول إسرائيل بشكل مبدئي كافة الأسماء التي تضمنتها قائمة المعتقلين الذين تطالب الحركة بالإفراج عنهم مقابل الإفراج عن شاليط.
ونقلت مصادر مطلعة قولها إن الوسيط الألماني نقل لمصر ردودا «تطمينية» من إسرائيل بشأن مطالب حماس، مشيرة إلى أن وفدا يمثل حركة حماس سيتوجه للقاهرة قريبا لمناقشة الرد الإسرائيلي على مقترحاتها، مؤكدة أنه في حال تم التحقق من أن الردود الإسرائيلية إيجابية فإنه يمكن إنجاز الصفقة في غضون عدة أيام. ويذكر أن كلا من حماس وإسرائيل تبادلتا الاتهامات حول المسؤولية عن تأخير التوصل للصفقة.
ففي الوقت الذي أكد فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن إسرائيل تضيف عقبات لإعاقة الصفقة، فقد عزا الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس تأخر التوصل للصفقة إلى الخلافات الداخلية بين قيادتي حماس في الداخل والخارج.
إلى ذلك حذر قائد عسكري إسرائيلي بارز من إمكانية انفجار الأوضاع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة في غضون وقت قصير. وقال الجنرال يواف جلانات قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي إن «الهدوء الحالي على حدود قطاع غزة هو مؤقت فقط، وقد يستمر شهورا وربما بضع سنوات»، مستدركا «غير أن الوضع سيتفجر مجددا في نهاية المطاف بسبب استمرار تسلح الفصائل».
وأكد جلانات أنه يتوجب استغلال الفترة الراهنة لإجراء الاستعدادات اللازمة تحسبا لأي طارئ.