هل حقا الحب اعمى كما يقولون؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

"الحب أعمى" عبارة كنا نسمعها ونرددها كثيراً، خاصة عندما نرى محبوبين متناقضين بشكلٍ كبير من نواحٍ مختلفه " الشكل ، الشخصيه" مثلاً فتاة جميله مع شاب نحيل .. او شاب ذكي وإجتماعي مع فتاة خجوله غير محبوبه.. المحافظ مع الليبراليه..السمين مع الجميله.. وهكذا...



من المواقف الطريفه والجميله التي أتذكرها بالجامعه.. حيث كنت أسير انا وصديقتي متجهين الى المكتبه، فرأينا حبيبين ممن كنا نطلق عليهم "حبهم حب أعمى".. كان الشاب وسيماً ذكياً وإجتماعي، اما الفتاه فكانت عادية الشكل خجوله وأصدقائها محدودين جداً.. وقد كُسرت قدمها وكانت تسير على العكاز ذاك اليوم،وهو يساعدها بالمشي فيجعلها تتكئ عليه من جهه، ومن الجهه الأخرى حمل لها كتبها و شنطتها.. ثم وضعها على الكرسي وذهب ليحضر لها ما تأكله.. كان مشهد رومانسي ونبيل وجميل جداً... وبصراحه!! يدفع كل فتاة للغيره والتساؤل...ماذا يرى فيها؟؟؟ ما المميز بها؟؟؟ ثم مازحت صديقتي وقلت لها، إكسري لي قدمي لعلي أجد شخصاً يحبني كما يحبها!! فقالت: " أنتِ بكامل عافيتك ولم تجدي من يحبك اذا كُسرت قدمك سأضطر انا لمساعدتك.."وجهة نظر صحيحه ومؤلمه".



قد يكون الحب ليس أعمى، لكن الناس يصفونه بالعمى لأن الحبيب يرى في محبوبه ما لا يراه الناس، يقول الأديب الفرنسي سانت اوكزبري: "وَحدهُ القلب يُبصر جيداً ، فالأمور المهمه لا تراها العين".



ومن جهة أخرى قد يكون الحب حقاً أعمى..وذلك عندما يرى الحبيب محبوبه كما يريده أن يكون.. ولا يرى ما هو على حقيقته..بالتالي يرى به اّماله وأحلامه،لتصبح كلمة "أحبك" كلمة مطمئنه ومريحه تشعره بالأمان.. وكأنه يقول له/لها، "نعم ستتحقق هذه الاّمال والأحلام وسنحققها معاً".



يُقال أن أول من وصف الحب بالأعمى هو شيكسبير، فهو يعتقد ان الحب أعمى لأن الحبيب لا يرى عيوب محبوبه ،ولأنه بدأ بالإنجذاب الجسدي، والحب أعمى عندما يكون غير منطقياً وغير ناضج..



لكن .. أتساءل كيف يكون الحب منطقياً؟ فالحب ليس قرار! لو كان الحب منطقياً لما رأينا هذه التناقضات بين المتحابين!




قد يكون الحب أعمى لأن الحبيب ينظر الى محبوبه بأنه مميز له فلا يرى عيوبه فعلاً، فإذا صدر منه خطأ يجد له أي مبرر..



يعطيك الحب الكثير من الألم.. إلا أنك تغفر له دون ان تتردد..والسبب أنك لا ترى الخطأ.. لأنك مصابٌ بعمى الحب..




برأيي الحب هو الإيمان بمن تحب، بالتالي ان تنظر إليه وترى فيه مالا يراه به الناس، ان تتقبل من تحب على طبيعته لتعشق مميزاته وتبرزها أكثر بحبك.. وان تعرف عيوبه وسيئاته وتقبل بها وتتعايش معها دون الإعتقاد بأن بإمكانك تغييرها..بالتالي يُكمل الطرفان بعضهما..ولا ينظر الحبيب الى ماذا أخذ من محبوبه.. انما يبحث على ما يمكن ان يقدمه ساعياً لإسعاده بالتالي إسعاد نفسه..وكلنا نتفق على ان الحب عطاء، تضحيه،إخلاص، وإحترام..



فتقبّل من تحب كما هو..ليكون هذا الحب قوياً.. ولن يكون حباً أعمى بل على العكس فسوف يقربك اكثر الى الواقع...



"يجعل كل أيامكم حب وسعاده"...