4000شخص في الكيلومتر المربع الواحد... غزة خالية من أنفلونزا الخنازير
ثمة تقارير تفيد بأن انفلونزا الخنازير لم تصل قطاع غزة بعد، إلا أنه مع وجود 1.5 مليون نسمة محصورين في مساحة تصل إلى 360 كيلومتراً مربعاً، ما يعني أن الكثافة السكانية في القطاع تصل إلى 4000 شخص في الكيلومتر المربع الواحد، فإنه هذا يبدو أشبه بمعجزة.
وتعرف وزارة الصحة في قطاع غزة، الذي يعد واحداً من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، أن المسألة هي مسألة وقت وليست ما إذا كان الفيروس سيدخل القطاع أم لا.
ولعل ما يثير السخرية أن الوضع أصبح مثار تندر وتفكه، إذ إن "آخر نكتة" في قطاع غزة الآن هي أن الفائدة الوحيدة من الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة أن القطاع "يعد خالياً من انفلونزا الخنازير."
ويقول مدير وحدة التثقيف وتعزيز الصحة بوزارة الصحة في غزة، معين الكريري: "يمكن أن يدخل الفيروس اليوم أو غداً أو بعد غد، فكما تعلمون، ليست هناك حدود بين البكتيريا والفيروسات."
وربما لم يصل فيروس الخنازير المعروف باسم H1N1 إلى قطاع غزة، ولكن الأمر نفسه ينطبق على اللقاحات المضادة.
والأطباء في قطاع غزة والضفة الغربية يقولون إنهم كانوا يتوقعون استلام دفعة أولية من اللقاح المضاد، تقدر بنحو 20 من شركة "غلاكسو-سميث-كلاين" العملاقة لصناعة الأدوية، ولكنهم ما زالوا ينتظرون الطلبية التي قيل إنها تأخرت.
كذلك كان الأطباء يأملون بتطعيم 4000 حاج قبل مغادرتهم قطاع غزة إلى مكة للحج في وقت لاحق من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ولكن تبدو المسألة الآن أقل احتمالاً.
من جانبه، يقول مجدي ضهير، مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة في غزة، إنه بات عليهم الآن مراقبة الحجاج بعد عودتهم من موسم الحج.
وأوضح ضهير أنه أصبح لزاماً عليهم "إجراء الفحوص لهم على الحدود ومتابعتهم طوال فترة حضانة المرض الكاملة، لمدة سبعة أيام في منازلهم."
وعلى معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، تم تركيب كاميرا التصوير الحراري التي تتحقق من جميع المسافرين القادمين عبر المعبر الحدودي، وإذا ما لوحظ أن حرارة أي جزء من جسم الشخص الذي يمر من خلال الكاميرا تزيد على 37 درجة مئوية، فأنه يؤخذ جانباً، وتجرى له الاختبارات الخاصة بفيروس انفلونزا الخنازير.
وقال حرس الحدود لشبكة CNN إنهم لم يكتشفوا أي حالة لانفلونزا الخنازير حتى الآن.
ويقول الأطباء إن وجود حالة واحدة فقط من انفلونزا الخنازير في غزة قد تؤدي إلى وباء، وبخاصة في ظل غياب لقاح للمرض، ولذلك فإن الشيء الوحيد الذي يمكن للأطباء القيام به في القطاع حتى الآن، هو تعليم الناس كيفية تقليل خطر الإصابة بالمرض في المقام الأول.
وفي هذا الإطار تنتشر الملصقات التي تبيّن للغزاويين كيفية غسل أيديهم بشكل صحيح أو العطس في منديل، بالإضافة إلى عرض فيلم تعليمي حول مخاطر انفلونزا الخنازير.
كذلك يتوجه معلمو الصحة إلى المدارس لتعليم الأطفال، بمن فيهم أولئك الذين لا تزيد أعمارهم على سنتين، آداب النظافة الجيدة وطرق الوقاية الصحية.
ومع الأمل بوصول اللقاحات قريباً، فإن الوقاية من المرض تظل أقوى سلاح في قطاع غزة، ويستخدمها الأطباء هناك على النحو الأكمل.
وتماما كما يسخر البعض من أن القيود الإسرائيلية