أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة اليوم عن ارتفاع عدد الوفيات جراء أنفلونزا الخنازير إلى 8 ضحايا، بوفاة طفلة كانت مصابة بفشل كلوي.
وأوضحت المصادر " أن الطفلة كانت قد أصيبت قبل أربعة أيام بفيروس انفلونزا الخنازير والذي تبين بعد إجراء الفحص المخبري لها، وقد تم إعطاؤها العلاج، ولكن نتيجة لضعف المناعة لديها، لم يتمكن جسمها من المقاومة.
وأشارت المصادر أنه تم فحص يوم أمس الجمعة 25 حالة، وتبين وجود 15 حالة ثبتت مخبريا مصابة بفيروس H1N1 ، وبذلك يصبح عدد الحالات التي تم فحصها منذ ظهور المرض وحتى الآن 164 حالة، والتي ثبتت وسجلت مخبريا 67 حالة.
من جهة أخرى قال مصدر طبي كبير في غزة إن حركة حماس بالقطاع تقلل من مخاطر انفلونزا الخنازير مما يشكل 'جريمة كبرى واستهتارا بأرواح المواطنين'.
وعلى الرغم من خطر وباء أنفلونزا الخنازير عالمياً، والاهتمام الدولي للوقاية منه، وارتفاعها يوماً بعد يوم في قطاع غزة، نجهد حركة حماس من التقليل من مخاطره وتحديداً عبر ائمة المساجد.
فمنذ أن أعلن عن المرض في المكسيك سارعت كافة الدول إلى أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من المرض وإرشاد المواطنين للوقاية منه، إلا أن ما يشهده قطاع غزة يختلف تماماً عن كافة الدول العربية والعالمية في الكرة الأرضية، فالتقليل من خطورة المرض هو الصفة السائدة في القطاع.
وبعد أن كثر حديث الشارع في قطاع غزة عن وجود حالات مصابة بالمرض وتتلقى العلاج في مستشفى دار الشفاء، سارعت حركة حماس لنفي الأنباء، ولأن الشمس لا تغطى بالغربال وازدياد الحالات أعلنت في اليوم التالي عن وجود خمس حالات توفي منها حالتين في اليوم نفسه مطلع الأسبوع الماضي، وازدادت الحالات حتى وصل عدد الوفيات إلى ثمانية وأكثر من خمسين إصابة.
ومما يثير الاستغراب الهجمة الشرسة من حركة حماس على وسائل الإعلام التي تتابع تطور انتشار المرض في قطاع غزة، واتهمته بأنه يريد أن يظهر قطاع غزة بأنه مصاب بالمرض، والحقيقة الفعلية أن القطاع مصاب به منذ فترة وتكتمت حماس عن الإعلان.
ومن دواعي القلق أن عدد من الكوادر الطبية أصيبت بالمرض في الوقت الذي من المفترض أن تقدم هذه الكوادر النصائح والإرشادات للمواطنين لتفادي الإصابة بالمرض.
وفي هذا السياق حذر مصدر طبي:' المواطنين من انتشار المرض بسرعة نظراً لعدم جهوزية مستشفيات القطاع للتصدي لمعالجة المصابين. مؤكداً أن الوضع الصحي في القطاع صعب للغاية. وأشار إلى عدم وجود كفاءات طبية تمكنها من التصدي لهذا الوباء العالمي.
وأضاف أن تقليل حركة حماس من خطورة المرض هو جريمة كبرى، محذراً المواطنين من الاختلاط في الأماكن المكتظة بالمواطنين كالحافلات والمهرجانات، بالإضافة إلى المدارس والجامعات.
وقال المتحدث ذاته كان الأجدر بحركة حماس توفير الطعومات اللازمة للمواطنين في قطاع غزة بدلاً من تقليلها من خطورة المرض لتفادي إصابتهم.
وأوضح أن الدول المتقدمة في الطب قلقة من المرض وانتشاره وسجلت مئات الوفيات رغم التقدم الطبي لديها، متسائلاً فكيف في قطاع غزة ذو الكثافة السكانية العالية والذي يتعرض لنقص في الأدوية أصلاً.
وفي السياق ذاته، ألغت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي مهرجاناً بمناسبة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان خشية على حياة المواطنين من انتشار المرض بينهم بفعل المهرجانات، وأكدت أن حياة المواطنين وسلامتهم أهم من كل المهرجانات.
وعلى العكس من مؤسسة الضمير تقوم حركة حماس بحشد جماهيري كبير لإحياء انطلاقتها في قطاع غزة، الأمر الذي اعتبره المصدر الطبي أن سلوك حماس لإحياء الانطلاقة هو زيادة حالات الإصابات والوفيات بالمرض.
وأكد بأن الإصرار على حشد جماهير كبيرة بدون استخدام كمامات وقاية كحد أدنى هو دمار للمشاركين وعدم الاكثرات بأرواحهم من قبل القائمين على المهرجان